كيف تقدرين ذاتك : نصائح لتحبي وتقدري نفسك بشكل أكبر
كيف تقدرين ذاتك : دورة حول تقدير الذات
يوجد الكثير من الكتب و المحاضرات التى تتناول موضوع تطوير الذات و التنمية الذاتية و كيفية بلوغ الأهداف , و لكن فى كثير من الأحيان قد تقتنى كتاب رائع لديه إستراتيجية ممتازة لصنع قائمة حياتك و إدارة وقتكِ و بعد فترة قصيرة من إتباع الخطوات بدقه و تركيز سرعان ما تفتر الهمة و تنطفئ جذوة النشاط فتعودين إلى روتينك القديم , لماذا ؟ .
و ما شجعنى على الخوض فى غمار هذا الموضوع الشيق (( أن أى نجاح يتكون بنسبة 80 % نفسي و 20 % فقط تقنى
)).
فكل نجاح يحتاج إلى تغيير المعتقدات الداخلية و القناعات عن الذات ثم إتخاذ القرارات المناسبة و وضع الخطط الزمنية لتحقيق النجاح الذى تسعين إليه , و عليه فالتطوير يحتاج إلى تغيير السلوكيات السلبية التى تعرقل الإستمرار على خطى النجاح و تجركِ بقوة إلى فخ الإحباط و الركون .
لذلك سنبدأ معاً بتعديل بعض السلبيات السلوكية التى تؤثر على تحقيق النجاح فى بلوغ الأهداف / أو صنع علاقات ناجحة / أو الحصول على الرضا عن الذات و الوصول الى السلام الداخلى و التناغم مع المحيطين بكِ
.
نعلم أن الجمال الحقيقى ينبع من الداخل , كما أن صاحبة جمال الروح و الخلق الطيب ينعكس رُقيها على سلوكها الخارجى فتلقى الحب و القبول من المحيطين بها , و فى طريقنا للحصول على الجمال الحقيقى سنبدأ أولاً بالتخلص من العيوب الشخصية و إبدالها بفضائل الخُلق و أكرم تعامل مع النفس و مع الآخرين .
يتكون الماراثون من 7 مراحل للتخلص من أكثر العراقيل النفسية التى تحول بينك و بين ما تسعين لتحقيقه , سنتكلم بشكل يومى و على مدار اسبوع عن أشهر معوقات تتعرض لها المرأة داخلياً و تنعكس بشكل غير مباشر على حياتها اليومية و العملية .
و سيكون هناك تمرين ( واجب منزلى بمناسبة إقتراب الدراسة
) أتمنى أن تُعدى نفسك لهذه الرحلة الممتعة داخل أعماق النفس للتخلص من كل برمجة سلبية دفنت فى الأعماق حتى صارت سلوك يستأثر بالنصيب الأكبر من واقع حياتكِ .
1 - التخلص من المشاعر السلبية بــ ( قوة التسامح ) .
فى هذه الدورة حول تقدير الذات سيكون هناك تحدى و منافسة تخوضه كل منكن ضد ذاتها القديمة التى تحتاج للتحسين و التطوير حتى تصل إلى الصورة التى طالما حلمت بها وظلت لسنوات حبيسة خيال لا يفارق أرض الأحلام .
فلتُعد كل منكن دفتر و لنسميه (( دستور الملكة ------ و ضعى إسمك مكان النقاط )).
فى هذا الدفتر سنقيم و نعدل كل ألم نفسى و معتقد داخلى يكبل و يعوق حلمك عن الخروج إلى النور , و ستعودين إليه فى كل دورة من دورات لتكونى ملكة , بدءاً من ماراثون تقدير الذات و حتى مارثون حياة حقيقية ( هذه المقدمة الطويلة حتى لا تقصرى فى أداء الفروض المنزلية 

)
و الآن لتستمتعى ببدأ التحدى مع أول العراقيل التى تعكر صفو حياتك و تجذبك لا شعورياً إلى التراجع و الضيق ....
* تنبيه ///
فنجان من مشروبك المفضل و دفتر و قلم , لا يسمح بإقتناء أكثر من ذلك أثناء القرآءة ( لزوم التركيز
)
* أولى خطوات تقدير الذات
هى التخلص من شحنة المشاعر السلبية التى تثقل النفس و تقيد الروح , يكمن العلاج فى التسامح و بالرغم من أنه خُلق عظيم لكن البعض لا يقوى عليه فالشعور بأن أحد قد ظلمكِ دون وجه حق يجعل القلب يثور و يغضب و لا يهدأ سوى بقناعة أن حقه لن يضيع بل سيأخذ بثأره يوم الحساب حيث ترجع الحقوق و يقتص كل إنسان ممن بغى عليه فى الدنيا .
و دون قصد يحملون على عاتقهم شحنة من الإستياء و الضيق التى قد تتوارى و تبهت مع الأيام و لكنها سرعان ما تطفو على السطح لمجرد تذكر رابط ( زمنى أو مكانى ) فتعود مشاعر الكُره و الغضب و كأنها وليدة اللحظة ( الآلام النفسيه أقوى فى تأثيرها و أعمق من أى ألم بدنى ) , قد يحاولون تخطى هذه الجروح بمجموعة من الوسائل المؤقتة التى تُسكن الالم و لكنها لا تنهيه :(
و بموازنة الأمور نجد أن الذكريات المؤلمة أشبة بسموم تقضى على نقاء النفس و تحارب السلام الداخلى فهم يؤذون أنفسهم و ينتقمون من ذواتهم و ليس ممن ظلموهم .
فمشاعر الغضب تخيم على نفوسهم كلما سنحت لها الفرصة و تربطهم بخيوط خفية تجذبهم إلى الجانب المظلم حيث الشعور بالضيق و الضعف و الرغبة فى الثأر :
♥ للمرة الأولى التى جربت فيها التحلى بهذه الصفة و الإستمتاع بالتسامح بمعناه الشامل لكل شخص و كل موقف مر بى فى شريط حياتى ( لا أخفيكم سراً فالشعور بالتخلى عن حقكِ من أجل شخص ظلمكِ لم يكن بالأمر السهل , لكن بعد التفكير بمنظور مختلف قررت أن أُسامح لأجل نفسى و ليس لأجل الآخر , فالعفو من صفات المولى عز و جل و من سمات الحبيب محمد صل الله عليه و سلم , كما أنه يخلصنى من مشاعر لطالما أرقت نومى , و أخيراً ان الله عز و جل يعطى على العفو أضعاف ما يعطى على القصاص , فلما أخسر عطاء ربى من أجل مشاعر تُمرضنى ؟ !!!) .
و أخيراً سامحت كل من أساء إلىَ بل و دعوت الله لهم
" اللهم إنى عفوت و سامحت كل من أساء إلى إبتغاء مرضاتك فأعفو عنى و عنهم إنك أنت الغفور الرحيم "
* أما عن نتيجة هذه الخطوة
(( تحرر
))
نعم شعرتُ بالتحرر من قيود الألم و الحزن , فالأمر أشبة بحقيبة ثقيلة تفوقك وزناً تحمليها بمنتهى العناد و الإصرار حتى تخدرت أطرافك من الالم و نسيتِ شعورك قبل حملها و كأن ما أنتِ عليه الآن من ضغط هو الوضع الطبيعى , و فجأة تخلصتِ من هذا الثقل و أصبحت نفسك فى خفة الريش و برد النسيم المنعش فى نهار الصيف , عودتِ لنفسك الحقيقية و - تتعجبين كيف كانت حياتك قبل هذه اللحظة ؟؟؟
التسامح قوة و ليست إنكسار أو عجز بل هو صفاء النفس عن كل ضغينة و سلامة الصدر من كل ظن سئ و خلو العقل من كل ضباب و سلبية هو قرار واعى بالتخلى عن كل الم و حِمل لا يجب عليكِ تحمله فى مشوار الحياة القصير .
* أولى الناس بالتسامح هو نفسكِ
الكثير من الناس يظن أن تأنيب النفس و جلدها بقسوة و بُغض هو السبيل لتهذيب النفس و تقويمها , و هذا السلوك هو ظلم للنفس يهدم الثقة و يجعل الإنسان يعيش فى حالة من التعذيب و الضغط النفسى تحت وطأة خطأ وقع منذ سنوات فهو حبيس الماضى ما زال يحمله كسلاح لتعكير صفو حياته كلما شعر بالفرح أو النجاح .
حتى تبنى ثقتك بنفسك لابد من تقدير ذاتكِ و هو أمر لا يتأتى سوى من حبكِ و تقبلكِ التام لنفسكِ كما هى , سامحى نفسك على ما فات و إبدأى صفحة جديدة إعطى لنفسكِ فرصة لتنهض من جديد بحب و ثقة و قوة , الخطأ قد يكون محور التغيير و التحسين و بداية الإصلاح فقط عندما نتعلم أن نسامح أنفسنا و نتفهم ذواتنا و دوافعنا ( وراء كل سلوك يوجد نية إيجابية
إتخاذ التسامح قاعدة للتعامل مع الجميع الأهل و الأصدقاء بل ومع المجتع ككل , حين تسامحى و تقدمى حسن الظن و ترفضي تحميل الأمور معانى سلبية ترهق قلبك و تبدد طاقتك سترين التعاملات تسير بمنحى مختلف أكثر بساطة و يسر
.
إن أخطأت ، فهذه بعض سمات الخلق
و إن عفوت ، فهذا قبس من صفات الخالق " عز و جل "
الفرض المنزلى
( 1 ) إحتضنى نفسك بتعاطف و خاطبيها بحب كأنك تخاطبين طفلة صغيرة عانت من قسوة وتأنيب و إهمال , قولى لها أنك تتقبليها و تقدريها و تحبيها و تسامحيها على كل ما فات .
( 2 ) اكتبى أسماء من تشعرين بالإستياء منهم ثم قومى بعمل هذا التمرين البسيط و صدقينى ستشعرين بفرق كبير ( لا تنسى أن تنوى بهذا التسامح رضا الله و محبته ) و إليك الخطوات :-
1 - إجلسى بإسترخاء .
2 - إغلقى عينيك و تنفسى بعمق .
3 - لا تشتتى تفكيرك بل ركزى على تنفسك حتى تتخلصى من أى أفكار تظهرأمامكِ.
4 - تخيلى هذا الشخص يقف أمامك و كأنك تتحاورين معه بالفعل .
5 - قولى له أنك تسامحينه على ما فعل .
6 - إبتسمى بحب و إستشعرى روعة التخلص من المشاعر السلبية .
7 - كررى كلمات التسامح و العفو حتى يمتلئ قلبك بالرضا و الراحة .
8 - ثم قولى الحمد لله و إفتحى عينيك .
كررى هذا التمرين تجاه كل من تشعرين بالغضب و البغض تجاههم و تحررى من ثقل الحمولة التى تعرقل تمتعك براحة البال و صفاء الذهن 
( 3 ) إعطى لنفسكِ درجة يومياً من ( 1 ~ 10 ) فى مدى شعورك بتحسن قدرتك على التسامح بصورة أقوى و التخلص بشكل أسهل من أى رواسب و ظنون سلبية تتعرضين لها كل يوم .
( 4 ) *قبل أن تنامى قولى* :-
(( اللهم إنى سامحت كل من أخطأ فى حقى , فاغفر لى إنك أنت الغفور الرحيم ))
و أخيراً تذكرى أن هذه أولى خطوات تقدير ذاتك و التخلص من كل عائق نفسى يحول بينك و بين ما تطمحين إليه , لا تهملى فى إتباع الخطوات حتى لا تتراكم عليكِ الفروض
, أعلم أن الخطوة الأولى صعبة و تتطلب جهد و إرادة , لكن و بصدق النتيجة تستحق أن تبدأى فى العناية بنفسكِ التى لطالما تجاهلتيها , من اليوم و حتى نهاية الماراثون ستفاجئين من مقدار التحسن فى قيمك الداخلية و نظرتك لنفسك و اسلوب تعاملاتك مع المحيطين بكِ 


يتبع بإذن الله .....
ألقاكن على خير
دمتم فى رعايه الله و حفظه .
ليست هناك تعليقات