كيف تعيش في حدود يومك
كيف تعيش في حدود يومك
في ربيع عام ۱۸۷۱ التقط شاب كتابا ، وقرا فيه اثنتين وعشرين كلمة ، كان لها أبعد الأثر في تكييف مستقبله . كان الشاب طالبا يدرس الطب في مستشفي مونتريال العام » - بكندا - وحين اوشك على دخول الامتحان النهائي ، ساوره القلق على مستقبله، ولم يدر ماذا يفعل ، ولا كيف يكتسب خبرة ولا كيف يكسب رزقه فيما لو تخرج . لكنه بفضل هذه الكلمتين الاثنتين والعشرين التي تراها ، اصبح اشهر طبيب في جيله .فهو الذي اسس مدرسة « جونز هوبكنز » للطب ، ذات الشهرة العالمية ، وتربع زمنا على كرسى الأستاذية في الطب بجامعة اکسفورد ، وانعم عليه ملك انجلترا بلقب « سير ». وحين توفي نشرت سيرة حياته في مجلدين كبيرين من 1416 صفحة ، ذاك هو « سير اوسلر » (1) .
وهذه الكلمات الاثنتان والعشرون التي تراها في ربيع ۱۸۷۱ في كتاب للأديب الانجليزي الكبير « توماس كارليل » فأعانته على أن يبدا حياة جديدة ناجحة لا يشوبها القلق هي :
« ليس علينا نتطلع إلى هدف يلوح لنا باهتا على البعد ، وانما علينا أن ننجز ما بين أيدينا من عمل واضح بين » (1) .
وانقضت على تخرج طالب الطب اثنتان واربعون سنة . وفي ذات يوم من أيام الربيع المشرقة وقف « سنير وليم أوسر » بخاطب طلبة جامعة « بيل » فقال ان رجلا مثله - احتل مقعد الأستانية في اربع جامعات مختلفة ، ووضع كتابا لقي رواجا كبيرا - خلیق بأن تتوافر له توة ذهنية فريدة في نوعها ، ولكن الأمر على العكس . فان اخص اصدقائه بعلمون عنه ، أنه « عادی الذكاء »، « متواضع البديهة .
فما هو ا سر نجاحه ؟ لقد عزا ذلك الى ما سماه «الحياة في حدود اليوم ). فماذا كان بعني بذلك ؟ قبل أن يلقي كلمته في طلبة « جامعة بيل ، ببضعة أشهر ، عبر الأطلنطى على عابرة محيط ضخمة ، حيث ش اهد القبطان يقف فوق برج الباخرة ، ويضغط زرا ، فتجلجل الات السفينة ، ويحجب جانب منها خلف حاجز حديدي ، ولا يبقى منها الا ما يلزم السفينة في يومها . وقد شرح الدكتور اوسلر ذلك لطلبة جامعة بيل ، ثم اردف شرحه قائلا : « وكل منكم اروع بنیانا من عابرة المحيط الضخمة ، وهو يقدم على رحلة أطول بكثير من رحلة عابرة المحيط ، فعليكم اذن ان تتعلموا السيطرة على «آلاتكم » فلا تبقوا منها الا ما يلزم الرحلة اليوم ، فذلك ادعى الى اتمام الرحلة بسلام . فليتصور كل منكم نفسه واقفا فوق البرج - كما فعل قبطان السفينة - وليتخيل أنه بضغط زرا ، فيسمع صوت الأبواب الحديدية ومی تغلق على الماضي - الماضي الذي لم يعد له وجود - ثم ليضغط زرا آخر ، فتسدل ستائر حديدية على المستقبل - المستقبل, أو الذي لم يولد بعد - وينك يضمن السلامة في بومه هذا . أغلقوا الأبواب على الماضي .. واوصدوها دون المستقبل ، وعودوا انفسكم العيش في حدود البوم ."
على كان الدكتور اوسلر يعني أنه لا ينبغي لنا أن نستعد الغد او نفكر فيها كلا ! فقد مضى في خطبته تلك فقال « ان افضل الطرق للاستعداد للغد ، هي أن نركز كل نكاتنا وحماسنا في انهاء عمل اليوم على أحسن ما يكون .. هذا هو الطريق الوحيث الذي نستعد به للغد !.
وقد نصح الدكتور اوسلر طلبة جامعة بيل أن ييدژ بوههم بالدعاء الذي كان يتلوه المسيح الخبزنا كتافنا اعطنا اليوم، وذكرهم أن هذا الدعاء كان من اجل خبز « اليوم ،، وحسب ؛ فلا هو يحتج على الخبز الرديء الذي كان بالامس ، ولا هو بقول مثلا: تا با الهی ، لقد عم الجفاف ، ونخشى الا نحصل على خبزنا في الخريف القادم ، او د لو اتنی با پلهي ، فقدت ونیشانی ، فكيف أحصل عندئذ على الخبز ،!.
کلا ، أن بهذا الدعاء بطلب خبز اليوم تقط ، فيز اليوم هو وحده الذي يمكنك أن تعيش اليوم !..
ولقد اعترض الكثيرون على قول السيد المسيح :( .. فلا تهتموا للفد ، لأن الغد يهتم بها لنفسه . يكفي اليوم شره » امتى : 34). وقال هؤلاء المعترضون : ( كيف لا نفكر في الغد ، بل ينبغي أن نفكر فيه ، وان نتأهب له . ينبغي أن نوفر مالا لأوقات الشيخوخة ، وان نعد المشروعات المستقبل حياتنا،.
وهذا حق ! نعم يتحتم عليك ان « تفكر في الغد ، وتعد العدة له ، ولكن لا يجب أن « تهتم ، له . والهم مرادف للقلق ! نفي خلال الحرب الماضية ، رسم توانا الخطط للمستقبل . ولكنهم لم يهتموا للمستقبل ، فقد قال ۱ الأميرال ایرنستج